Friday, November 16, 2018

القرى في ولاية الهضبة معرضة للهجمات بشكل مستم

بق لزوكربيرغ أن قال في مقابلة أجرتها معه بي بي سي في عام 2011 - في الفترة المبكرة لتوسع فيسبوك على النطاق العالمي - إن "أي شيء تعمله في العالم يصبح أفضل اذا كنت مع اصدقاء لك. إن نقل هذا النوع من التجارب للناس في كل هذه الأماكن المختلفة لهو أمر جميل حقا."
ولكن، وبعد مرور سبع سنوات على هذا الكلام، يبدو أن التفاؤل الذي كانت شركة فيسبوك تشعر به آنذاك بدأ بالخفوت نتيجة الانتقادات التي واجهتها لدورها المزعوم في اللغط الذي احاط بالانتخابات في الولايات المتحدة وبريطانيا، وبالادعاءات القائلة إن موقع فيسبوك يستغل لنشر الفرقة والأخبار الكاذبة حول العالم من الكاميرون إلى ميانمار. وتحاول الشركة مواجهة ذلك عن طريق اطلاق الحملات الدعائية، مثل الاعلان القائل "الأخبار الكاذبة ليست صديقة لنا" الذي نشرته في وقت سابق من العام الحالي.
وقالت الشركة لبي بي سي في تصريح إن أي تلميح بأنها "لا تحارب اساءة استخدام فيسبوك في نيجيريا تلميح مضلل."وقالت الشركة، "نعلم بأن لدينا مسؤولية في ضمان سلامة الناس ومنع نشر المعلومات المضللة ومواصلة العمل بقوة لمحاربة أي اساءات."
ولكن مع ذلك، تواصل الأخبار الكاذبة والصور المرعبة انتشارها في فيسبوك.بعثنا إلى فيسبوك بشريط الرجل الذي فتح رأسه، والذي سجل قبل سنوات أربع في الكونغو برازافيل ولكنه انتشر بشكل واسع في ولاية الهضبة النيجيرية بعد ساعات من اندلاع هجمات الثأر الطائفية في حزيران / يونيو في العام الحالي. ومحى فيسبوك المداخلة فورا قائلا إنها تنتهك تعليماته حول منع المداخلات التي تحرض على العنف والتي تحتوي على صور مرعبة تصور القتل.
ولكن بحثا سريعا في موقع فيسبوك أجريناه في اليوم التالي كشف عن وجود نفس الشريط المثير للرعب والتقزز في مداخلات أخرى يصحبه الادعاء الكاذب القائل إنه يظهر مجزرة وقعت في نيجيريا. يذكر أن هذا الشريط استخدم لاثارة الفزع في عموم القارة الإفريقية منذ نشره للمرة الأولى في عام 2012. وأدعى أحد المستخدمين أنه يصور هجوما وقع في عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية كينشاسا، بينما قال آخر إنه يظهر فظائع ارتكبها مسلحو تنظيم بوكو حرام في الجزء الشمالي من الكاميرون.
أين سيظهر هذا الشريط في المرة القادمة؟ ولأي غرض سيستغل؟
لا توجد في نيجيريا منظمات تستوعب خطورة ما ينشر من "أخبار كاذبة" أكثر من شرطة ولاية الهضبة، التي قالت لبي بي سي إنها ترصد فيسبوك بشكل مستمر بحثا عن "أخبار كاذبة وصور زائفة."
ولاية الهضبة هي الولاية التي شهدت مجازر غاشيش في حزيران / يونيو الماضي، وهي الولاية التي قتل فيها بائع البطاطا علي في أعمال الثأر التي أعقبت تلك المجازر.
قال الناطق باسم الشرطة تيوبيف تيرنا ماتياس، وهو جالس عند مكتبه في مقر الشرطة المتهالك والمحاط بدعائم من الخرسانة المقاومة للقنابل، "نتصفح مواقع فيسبوك بكل ما أوتينا من طاقة." ولماتياس فريق مكون من عشرة أفراد يقوم بمراقبة فيسبوك بحثا عن أي أخبار أو معلومات كاذبة، وهذا الفريق مقسم بين مكتبه الشخصي ودائرة الاتصالات المنفصلة.
ومهمة هذا الفريق غير محددة بالرصد فحسب.
وصف لنا ماتياس حادثة وقعت مؤخرا اتصل فيها أحدهم بالشرطة بعد ما صدمته مداخلة في فيسبوك قالت إن رجالا في طريقهم لمهاجمة قريته. استنفرت الشرطة قواها وأرسلت بعدة آليات محملة بالأفراد إلى تلك القرية حيث انتظروا لمدة يومين ظهور المهاجمين المزعومين قبل أن يقرروا أن المداخلة كانت عبارة عن أخبار كاذبة.
يقول ماتياس إن حوادث مشابهة تكررت عدة مرات، ولكن الشرطة لا يسعها تجاهل التهديدات التي تنتشر من خلال فيسبوك. ويضيف، "أن القرى في ولاية الهضبة معرضة للهجمات بشكل مستمر، ولذا، عندما تصلنا معلومات كهذه، نأخذ الأمر بكامل الجدية. ولكن نكتشف بعدئذ أنها مبنية على معلومات كاذبة. هذا الأمر يرهقنا جدا.